×
العربية

نموذج طلب الفتوى

لم تنقل الارقام بشكل صحيح

المكتبة المقروءة / سؤالات / البكاء في الصلاة بصوت مسموع

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:992

أحسن الله إليكم! ما حكم البكاء في الصلاة بصوت عال، وأثناء دعاء الإمام ؟.

الحمد لله رب العالمين، وأصلي واسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد.
فقد قال الله تعالى في وصف الذين أوتوا العلم :﴿وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا﴾ الإسراء : 109 وقال تعالى في صفات الأنبياء والصالحين :﴿إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا﴾ مريم:58
قال الجصاص :" فيه الدلالة على أن البكاء في الصلاة من خوف الله لا يقطع الصلاة، لأن الله تعالى قد مدحهم بالبكاء في السجود ولم يفرق بين سجود الصلاة وسجود التلاوة وسجدة الشكر"اهـ.
والبكاء في الصلاة له أحوال فإن  كان سببه الشعور بالألم، أو تذكر مصيبة كموت قريب، فإنه يفسد الصلاة، لأنه يعتبر من كلام الناس، وإن كان سببه ذكر الجنة أو النار أو من خشية الله تعالى، فإنه لا يفسدها، لأنه يدل على زيادة الخشوع وهو مقصود الصلاة، وهذا ما ذهب إليه الحنفية، فجعل بعض أهل العلم البكاء من الخشوع في معنى التسبيح والدعاء، ويدل على هذا ما جاء في حديث مطرف بن عبدالله بن الشخير، عن أبيه قال : " أتيت النبي صلى الله عليه و سلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل"، يعني يبكي. أخرجه النسائي وصححه الألباني
أما عند الشافعية: فإن البكاء في الصلاة على الوجه الأصح إن ظهر به حرفان فإنه يبطل الصلاة، حتى وإن كان البكاء من خوف الآخرة، وأما إن لم يظهر منه حرفان فإنه لا يبطل الصلاة لأنه لا يسمى كلاما، ولا يفهم منه شيء، فكان أشبه بالصوت المجرد.
وقال الإمام أحمد :" إذا كان غالبا أكرهه، أي من وجع، وإن استدعى البكاء فيها كره كالضحك وإلا فلا".
قال ابن قدامة رحمه الله :"َأَمَّا الْبُكَاءُ وَالتَّأَوُّهُ وَالْأَنِينُ الَّذِي يَنْتَظِمُ مِنْهُ حَرْفَانِ فَمَا كَانَ مَغْلُوبًا عَلَيْهِ لَمْ يُؤَثِّرْ ، وَمَا كَانَ مِنْ غَيْرِ غَلَبَةٍ فَإِنْ كَانَ لِغَيْرِ خَوْفِ اللَّهِ أَفْسَدَ الصَّلَاةَ" انتهى . "المغني" (1/394-395)
وقال شيخ الإسلام رحمه الله : "مَا يُغْلَبُ عَلَيْهِ الْمُصَلِّي مِنْ عُطَاسٍ وَبُكَاءٍ وَتَثَاؤُبٍ فَالصَّحِيحُ عِنْدَ الْجُمْهُورِ أَنَّهُ لَا يُبْطِلُ وَهُوَ مَنْصُوصُ أَحْمَد وَغَيْرِهِ" انتهى . "مجموع الفتاوى" (22 / 623) .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : "البكاء في الصلاة إذا كان من خشية الله عز وجل والخوف منه وتذكر الإنسان أمور الآخرة وما يمر به في القرآن الكريم من آيات الوعد والوعيد فإنه لا يبطل الصلاة . وأما إذا كان البكاء لتذكر مصيبة نزلت به أو ما أشبه ذلك فإنه يبطل الصلاة ؛ لأنه حدث لأمر خارج عن الصلاة ، وعليه أن يحاول علاج نفسه من هذا البكاء حتى لا يتعرض لبطلان صلاته ، ويشرع له أن لا يكون في صلاته مهتماً بغير ما يتعلق بها فلا يفكر في الأمور الأخرى ؛ لأن التفكير في غير ما يتعلق بالصلاة في حال الصلاة ينقصها كثيرا" انتهى . "فتاوى نور على الدرب" (141 / 9) .
وعلى هذا فالخلاصة : أن المسلم مأمور بستر عمله عن أعين الناس، وإخلاصه لله، وحفظه من الرياء والسمعة، وحتى لا يمدحه الناس بالخشوع والخشية ورقة القلب، فإن استطاع أن يمسك نفسه فهذا هو الواجب، ولا شيء عليه، وإن لم يستطع فليجتهد في إخفاء البكاء حتى لا يُسمع له صوت، ويشوش على المصلين.
 والله أعلم.

كتبه أخوكم
محمد بن صلاح الصيرفي
19 / 9 / 1438هـ

الاكثر مشاهدة

2. وجعل بينكم مودة ورحمة ( عدد المشاهدات61438 )
7. لماذا تلبس المرأة الحجاب؟ ( عدد المشاهدات9322 )
8. لا تدفعوا عذاب الله بأيديكم ( عدد المشاهدات9238 )
9. أولاً: فضل طلب العلم. ( عدد المشاهدات9164 )
10. هل ذكر اللعب في القرآن بخير ؟ ( عدد المشاهدات8460 )
12. رابعاً: بعض أسباب حرمان العلم. ( عدد المشاهدات7619 )
14. والشجرة الملعونة في القرآن ( عدد المشاهدات7418 )

مواد مقترحة

128. موعظة

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف