الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد.

فسألني بعض الأصدقاء عن حكم صلاة الجماعة مع جعل مسافة بين المصلين.

فالجواب -والله أعلم- أن من فعل ذلك خشية انتشار العدوى بين المصلين فصلاته صحيحة، لقول الله تعالى ﴿ فاتقوا الله ما استطعتم﴾، ولما في "الصحيحين" من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم»، ولما في "صحيح البخاري" عن عمران بن حصين قال: كانت بي بواسير فسألت النبي: عن الصلاة فقال :«صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب»، ومن المعلوم أن القيام في الصلاة ركن، وجاز تركه للعذر، وتسوية الصفوف سنة مؤكدة، وليست بواجبة عند جمهور العلماء، ولا إثم عندهم على تاركها، وإن كان قد فاته خير كبير، وفضل عظيم، وقال جماعة من أهل العلم" المقصود من قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي في "الصحيحين" «سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة» المقصود بالتسوية المحاذاة بألا يتقدم أحدهم عن الآخر، وأما سد الفرج ووضع القدم بجوار القدم والكتف بالكتف فرأى بعض أهل العلم أنه من متممات تسوية الصفوف، وآخرون يرون أنه مما لم يرد في الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وفي "صحيح البخاري" عن أنس بن مالك أنه قدم المدينة فقيل له: ما أنكرت منا منذ يوم عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال :« ما أنكرت شيئا إلا أنكم لا تقيمون الصفوف»، وهذا يدل على أن الصلاة صحيحة وذلك أن أنسا مع إنكاره عليهم لم يأمرهم بإعادة الصلاة .

ولعل هذا الفعل أولى من ترك الصلاة في المسجد، لما فيه من احتساب أجر التطهر في البيت والخطوات إلى المسجد، ذهابا وإيابا، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.