أما بعد.

فقد وقفت على كلمات للحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله في رسالته الماتعة " تحقيق كلمة الإخلاص"، فنقل فيها قول الله جل وعلا :{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}، واستشهد بهذه الآية بأنها نص في أن محبة ما يكرهه الله وبغض ما يحبه متابعة للهوى والموالاة على ذلك والمعاداة فيه من الشرك الخفي.

 

ثم نقل جملة من أقوال السلف في بيان هذا المعنى منهم:

 

الحسن البصري حيث قال:" اعلم أنك لن تحب الله حتى تحب طاعته".

 

وسئل ذو النون متى أحب ربي؟ قال:" إذا كان ما يبغضه عندك أَمَرُّ من الصبر".

 

وقال بشر بن السري:" ليس من أعلام الحب أن تحب ما يبغض حبيبك".

 

وقال أبو يعقوب النهر جوري:" كل من ادعى محبة الله ولم يوافق الله في أمره فدعواه باطلة".

 

وقال يحيى بن معاذ: "ليس بصادق من ادعى محبة الله ولم يحفظ حدوده".

 

وقال رويم : المحبة الموافقة في جميع الأحوال وأنشد:

 

ولو قلت لي مت قلت سمعا وطاعة***وقلت لداعي الموت أهلا ومرحبا.

 

- وعلى هذا ينبغي أن يراجع العبد منا نفسه، هل هو يمتثل أوامر الله، هل هو يجتن مناهي الله، هل هو واقف عند حدود الله، هل هو يحب ما يحبه الله، هل هو يبغض ما يبغضه الله، حتى تكون المحبة صادقة،وإلا فدعواه باطلة.

 

حفظنا الله وإياكم من كل سوء، وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وغفر لنا ولكم.