×
العربية

نموذج طلب الفتوى

لم تنقل الارقام بشكل صحيح

المكتبة المقروءة / سؤالات / مسألة استغفار الملائكة للمتوضي.

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:1840

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد.

ففي "الصحيحين" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:« الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ الَّذِي صَلَّى فِيهِ مَا لَمْ يُحْدِثْ، تَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ»([1]).

وَفِي "الصَّحِيحِ" «فَإِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ كَانَ فِي الصَّلَاةِ مَا كَانَتْ الصَّلَاةُ تَحْبِسُهُ» وَزَادَ فِي دُعَاءِ الْمَلَائِكَةِ «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ تُبْ عَلَيْهِ ، مَا لَمْ يُؤْذِ فِيهِ ، مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ»([2]).

 وَفِي "الصَّحِيحِ" «الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ مَا لَمْ يُحْدِثْ»([3]).

 وَفِي "الصَّحِيحِ" «أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا دَامَتْ الصَّلَاةُ تَحْبِسُهُ وَالْمَلَائِكَةُ تَقُولُ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ ، مَا لَمْ يَقُمْ مِنْ مُصَلَّاهُ أَوْ يُحْدِثْ»([4]).

 وَفِي "الصَّحِيحِ"«لَا يَزَالُ فِي الصَّلَاةِ مَا كَانَ فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ مَا لَمْ يُحْدِثْ»([5]).

قال ابن رجب :" دل هَذَا الحَدِيْث عَلَى فضل أمرين:

أحدهما : الجلوس فِي المصلى، وَهُوَ موضع الصلاة الَّتِيْ صلاها : والمراد بِهِ فِي المجلس دون البيت ، وآخر الحَدِيْث يدل عَلِيهِ .

قَالَ ابن عَبْد البر : ولو صلت المرأة فِي مسجد بيتها وجلست فِيهِ تنتظر الصلاة فَهِيَّ داخلة فِي هَذَا المعنى إذا كَانَ يحبسها عَن قيامها لأشغالها انتظار الصلاة.

«وإن الملائكة تصلي عَلِيهِ مَا لَمْ يحدث» وقد فسر صلاة الملائكة عَلِيهِ بالدعاء لَهُ بالمغفرة والرحمة، والصلاة قَدْ فسرت بالدعاء ، وفسرت بالثناء والتنويه بالذكر، ودعاء الملائكة بينهم لعبد هُوَ تنويه منهم بذكره وثناء عَلِيهِ بحسن عمله .

وقد قيل : صلاتهم عَلِيهِ مقبولة مَا لَمْ يحدث.

وقد اختلف فِي تفسير الحدث : هَلْ هُوَ الحدث الناقض للوضوء ، أو الحدث باللسان من الكلام الفاحش ونحوه ، ومثله الحدث بالأفعال الَّتِيْ لا تجوز؟

وذهب مَالِك وغيره إلى أَنَّهُ الحدث الناقض للوضوء ، ورجحه ابن عَبْد البر ؛ لأن المحدث وإن جلس فِي المسجد فهو غير منتظر للصلاة ؛ لأنه غير قادر عَلَيْهَا .

والثاني: أن منتظر الصلاة لا يزال فِي صلاة مَا دامت الصلاة تحبسه .

وقد فسر ذَلِكَ بأنه «لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة»، وهذا يشمل من دَخَلَ المسجد للصلاة فِيهِ جماعة قَبْلَ إقامة الصلاة فجلس ينتظر الصلاة ، ومن صلى مَعَ الإمام ثُمَّ جلس ينتظر الصلاة الثانية ([6]).

قال ابن بطال:"قوله عليه السلام :«الملائكة تصلى على أحدكم ما دام في مصلاه»، تفسير لقوله : {ويستغفرون للذين آمنوا}([7])، يريد المصلين ، والمنتظرين للصلاة، ويدخل في  ذلك من أشبههم في المعنى، ممن حبس نفسه على أفعال البرِّ كلها، والله أعلم.

 قال المهلب: فالصلاة من الملائكة استغفار ودعاء، وهى من الله رحمة، وقد فسر أبو هريرة الحدث فقال : فساء أو ضراط ، وقد روى عنه : (ما لم يحدث):ما لم يؤذ أحدًا ، فتأول العلماء في ذلك الأذى أنه الغيبة وشبهها، وإنما هو - والله أعلم - أذى الحدث ، يفسر ذلك حديث النوم ، لكن النظر يدل أنه إذا آذى أحدًا بلسانه أنه ينقطع عنه استغفار الملائكة؛ لأن أذى السب والغيبة فوق أذى رائحة الحدث، فإذا انقطع عنه استغفار الملائكة بأذى الحدث، فأولى أن ينقطع بأذى السب وشبهه([8]).

قال ابن مفلح في "الفروع":" قَالَ ابْنُ هُبَيْرَةَ: انْتِظَارُ الْعِبَادَةِ عِبَادَةٌ ، وَإِذَا لَمْ يُحْدِثْ فَهُوَ عَلَى هَيْئَةِ الِانْتِظَارِ ، فَنَافَى بِحَدَثِهِ حَالَ الْمُتَأَهِّبِينَ لَهَا ، فَلِذَلِكَ كَانَ الدُّعَاءُ مِنْ الْمَلَائِكَةِ لَهُ، وَيَتَوَجَّهُ احْتِمَالُ لَا يَخْرُجُ حَتَّى يَزُولَ النَّهْيُ اهـ ([9]).

كتبه أخوكم

محمد بن صلاح الصيرفي

17 ربيع الأول 1432هـ


([1])  أخرجه البخاري في الصلاة (445)، ومسلم في المساجد (649).

 

 

([2]) أخرجه مسلم في المساجد (649).

([3]) أخرجه البخاري في الأذان (659).

([4]) أخرجه البخاري في بدء الخلق (3229).

([5]) أخرجه البخاري في الوضوء (176).

([6])  "فتح الباري" لابن رجب (4/54-55).

([7])  سورة غافر : 7.

([8])  "شرح صحيح البخاري" لابن بطال (2/284- 285).

([9])  "الفروع" لابن مفلح (3/196) ط/الرسالة.

الاكثر مشاهدة

2. وجعل بينكم مودة ورحمة ( عدد المشاهدات61828 )
7. لماذا تلبس المرأة الحجاب؟ ( عدد المشاهدات9661 )
8. لا تدفعوا عذاب الله بأيديكم ( عدد المشاهدات9528 )
9. أولاً: فضل طلب العلم. ( عدد المشاهدات9496 )
10. هل ذكر اللعب في القرآن بخير ؟ ( عدد المشاهدات8869 )
12. رابعاً: بعض أسباب حرمان العلم. ( عدد المشاهدات7996 )
13. والشجرة الملعونة في القرآن ( عدد المشاهدات7814 )

مواد مقترحة

128. موعظة

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف