الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد.
فإني قد رأيت في بعض المواقع والصفحات الاجتماعية انتشار هذا الحديث وصرفه عن غير معناه الصحيح إن ثبت هذا الحديث وشهد له العلماء بالصحة، فبحثت عن تحقيقه والحكم عليه، فالحمد لله كفانا الأخ أبو المظفر القاهري تحقيقه ومتابعة طرقه وكلام أهل العلم عليه من الناحية الحديثية .
وقد قرأت قبل ذلك للشيخ الألباني رحمه الله تصحيح هذا الحديث في أكثر من موضع ، وكذلك أورده في السلسلة الصحيحة ، وحكم عليه بالصحة،
أما أخونا أبو المظفر حفظه الله ، فقد تتبع كل هذه الطرق التي سيذكرها في تحقيقه ، ثم حكم على الحديث بالضعف، وأوافقه على هذا التضعيف، وبعد ذلك رأيت تحقيقاً آخر لهذا الحديث حققه الأخ أبو عمر الأثري في كتاب " أحكام النساء" للإمام أحمد بن حنبل، وتوصل أيضاً لتضعيفه.
والخلاصة أن هذا الحديث ضعيف ولا يصح موصولاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وعلى فرض صحة الحديث وقول من قال بصحته، فأذكر هنا بيان معنى الحديث حتى لا يظن ظان ولا يتوهم متوهم أن هذا الحديث رخصة للتغزل في النساء ، وإطلاق البصر في ما لا يحل له النظر إليه، وحتى لا يفهم الحديث على غير مراد النبي صلى الله عليه وسلم إن صح عنه أنه قال ذلك .
قال السندي في "شرح سنن ابن ماجة"(4/104) :" والمعنى أنه إذا كان بين اثنين محبة فتلك المحبة لا يزيدها شيء من أنواع التعلقات بالتقربات ولا يديمها مثل تعلق النكاح فلو كان بينهما نكاح مع تلك المحبة لكانت المحبة كل يوم بالازدياد والقوة .. والله أعلم، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
كتبه أخوكم
محمد بن صلاح الصيرفي
25 / 9 / 1432