×
العربية

نموذج طلب الفتوى

لم تنقل الارقام بشكل صحيح

المكتبة المقروءة / مقالات / فضل صيام ستة أيام من شوال

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:1136

الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد.
فهنيئاً لكل من صام رمضان إيماناً واحتساباً، وهنيئاً لكل من قام رمضان إيماناً واحتساباً، وهنيئاً لكل من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً، ثم هنيئاً لمن شرع في صيام الست من شوال بعد أن استكمل صيام رمضان.
أيها الإخوة الأحباب لقد دلَّ النبي صلى الله عليه وسلم أمته على كل خير ونفع لها في أمور دينها ودنياها، فمن أعظم هذه الأمور في هذا الشهر المبارك – شهر شوال – هو صيام ستة أيام منه، لما جاء في "صحيح مسلم" من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر ».
قال النووي رحمه الله في تعليقه على هذا الحديث :" قال العلماء: وإنما كان كصيام الدهر، لأن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، والستة بشهرين".
فينبغي على كل مسلم يحرص على الأجر، ويتسابق إلى فعل الخير أن يحرص على صيام هذه الأيام الست، رجاء أن يكتب له الله تعالى صيام الدهر جزاءا على عمله.
وصيام هذه الأيام بعد رمضان هو من شكر نعمة الله تعالى على العبد بأن يسر له صيام رمضان، قال الحافظ ابن رجب رحمه الله:" فأما مقابلة نعمة التوفيق لصيام شهر رمضان بارتكاب المعاصي بعده، فهو من فعل من بدل نعمة الله كفراً".
وقال أخر: " إن من علامات قبول الحسنة أن يعمل العبد بعدها حسنة ".
* وهنا مسألة يحتاجها كثير من النساء، وأيضاً من الرجال الذين أصابهم عذر شرعي أو مرض أعاق بينهم وبين إكمال صيام رمضان، هل يصوموا القضاء من رمضان ، أو يبدأوا في صيام أيام الست من شوال؟
 فنقول لهم :" لقد اختلف العلماء رحمهم الله في هذه المسألة، فمنهم من قال بل ينبغي عليهم إكمال صيام رمضان، ثم يشرعوا في صيام أيام الست من شوال لقول النبي صلى الله عليه وسلم « من صام رمضان» ولم يقل من صام من رمضان أو بعض رمضان.
وعللوا لذلك بأمرين:
الأمر الأول: أنه أسرع لهم في إبراء الذمة لأن الإنسان لا يدري متى توافيه المنية.
الأمر الثاني : أن صيام رمضان فرض عليهم وصيام الست من شوال سُنَّة، وينبغي تقديم صيام الفرض على السنة.
وفريق من أهل العلم رأى أن صيام أيام الست مقيدا بشهر شوال، أما قضاء رمضان فهو طوال العام، لذلك أجاز أصحاب هذا الفريق أن يبدأوا في صيام أيام الست من شوال، ثم يقضوا ما نقصهم من صيام رمضان بعد ذلك.
ولكن الراجح والله أعلم هو قول الفريق الأول ، أنه ينبغي على الإنسان المبادرة بقضاء ما تركه من صيام رمضان، ثم يشرع في صيام أيام الست من شوال، وهذا القول اختاره سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله فقال:" والصواب أن المشروع تقديم القضاء على صوم الست، وغيرها من صيام النفل، لقول النبي : «من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر»، ومن قدم الست على القضاء لم يتبعها رمضان، وإنما أتبعها بعض رمضان، ولأن القضاء فرض، وصيام الست تطوع، والفرض أولى بالاهتمام".
* ولم يشترط أحد من أهل العلم أن يكون صيام هذه الأيام – أي أيام الست من شوال- متتالية، بل للإنسان حرية الاختيار في صيامها متتالية أو متفرقة ولا فرق في ذلك طالما في شهر شوال.
* وإذا تعذر على الإنسان صيامها لعذر أو مرض أو صام بعضها ولم يكملها فله أجر ما صام منها، ويرجى له أجرها كاملة إذا كان المانع له من إكمالها عذراً شرعياً، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : «إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له ما كان يعمل صحيحاً مقيماً».
*وينبغي على المسلم أن يداوم على الطاعة والإكثار منها، ولا يكون فقط مجتهدا طائعاً راجياً ثواب الله في شهر رمضان فقط،  فقد قيل لبشر الحافي رحمه الله:" إن قوماً يتعبدون ويجتهدون في رمضان، فقال:" بئس القوم قوم لا يعرفون لله حقاً إلا في شهر رمضان، إن الصالح الذي يتعبد ويجتهد السنة كلها".
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الهدي القويم والصراط المستقيم.

كتبه أخوكم

محمد بن صلاح الصيرفي

2 شوال 1432هـ

الاكثر مشاهدة

2. وجعل بينكم مودة ورحمة ( عدد المشاهدات61438 )
7. لماذا تلبس المرأة الحجاب؟ ( عدد المشاهدات9322 )
8. لا تدفعوا عذاب الله بأيديكم ( عدد المشاهدات9238 )
9. أولاً: فضل طلب العلم. ( عدد المشاهدات9164 )
10. هل ذكر اللعب في القرآن بخير ؟ ( عدد المشاهدات8460 )
12. رابعاً: بعض أسباب حرمان العلم. ( عدد المشاهدات7619 )
14. والشجرة الملعونة في القرآن ( عدد المشاهدات7418 )

مواد مقترحة

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف