×
العربية

نموذج طلب الفتوى

لم تنقل الارقام بشكل صحيح

المكتبة المقروءة / سؤالات / تحقيق حديث ((إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيا)).

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:811

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد.

فهذا الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (10/331) قال :" حدثنا أبو معاوية ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : ما دعا عبد قط بهذه الدعوات إلا وسع الله عليه في معيشته يا ذا المن فلا يمن عليك يا ذا الجلال والإكرام يا ذا الطول لا إله إلا أنت ، ظهر اللاجئين وجار المستجيرين ومأمن الخائفين ، إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيا فامح عني اسم الشقاء ، وأثبتني عندك سعيدا ، وإن كنت كتبتني في أم الكتاب مقترا على رزقي ، فامح حرماني ، وتقتير رزقي ، واثبتني عندك سعيدا موفقا للخير، فإنك تقول في كتابك {يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب}.
وفي هذا الإسناد :
1- أبو معاوية، وهو محمد بن خازم، أبو معاوية الضرير الكوفي: قال عنه ابن حجر ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش ، و قد يهم في حديث غيره".
قلت:  فلعله وهم في هذا الحديث.
2- وفيه عبد الرحمن بن إسحاق: قال عنه ابن حجر :" ضعيف"، وقال الذهبي :" ضعفوه".
3- وفيه القاسم بن عبد الرحمن، وهو القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من جده عبد الله بن مسعود، فحديثه عنه مرسل.
ولم يصرح عبد الله بن مسعود بالرفع فيه – أي لم يقل : قال رسول الله -، وقد يهم البعض في هذا الحديث أن له حكم الرفع، فإن رواية ابن عساكر ترد هذا الوهم .
فهذا الطريق ضعيف، لما تقدم.
وللحديث طريق آخر أخرجه ابن عساكر (34/ 385) في ترجمة عبد الرحمن بن سعيد بن بشير أنه حدَّث عن الوليد بن عبد الله ، عن الحسن بن أبى الحسن أظنه ذكر عبد الله بن مسعود قال :" كان إدريس النبي عليه السلام يدعو بدعوة كان يأمر أن لا يعلموها السفهاء فيدعون بها فكان يقول يا ذا الجلال والإكرام يا ذا الطول لا إله إلا أنت ظهر اللاجئين وجار المستجيرين وأنيس الخائفين إني أسألك إن كنت في أم الكتاب شقيا أن تمحوا من أم الكتاب شقائي وتثبتني عندك سعيدا وإن كنت في أم الكتاب محروما أو مقترا على في رزقي أن تمحوا من أم الكتاب حرماني وإقتاري وارزقني واثبتني عندك سعيدا موفقا للخير كله».
*وفي هذا الإسناد الوليد بن عبد الله، قال عنه ابن حجر :" ضعيف"، وقال الذهبي "ضعفوه".
فهذا الطريق أيضاً ضعيف.
وفي هذا الحديث التصريح من عبد الله بن مسعود أن صاحب هذا الدعاء هو نبي الله إدريس.
*فالخلاصة والله أعلم أن هذا الحديث ضعيف في نسبته إلى عبد الله بن مسعود، موقوفاً عليه، أو مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يصح أيضاً نسبة هذا الدعاء إلى إدريس النبي عليه السلام.
وعليه فيجب التوقف عنه، وأن نسأل الله تعالى بما جاء في كتابه، وما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

كتبه أخوكم

محمد بن صلاح الصيرفي

10 شوال 1432هـ

الاكثر مشاهدة

2. وجعل بينكم مودة ورحمة ( عدد المشاهدات61438 )
7. لماذا تلبس المرأة الحجاب؟ ( عدد المشاهدات9322 )
8. لا تدفعوا عذاب الله بأيديكم ( عدد المشاهدات9238 )
9. أولاً: فضل طلب العلم. ( عدد المشاهدات9164 )
10. هل ذكر اللعب في القرآن بخير ؟ ( عدد المشاهدات8460 )
12. رابعاً: بعض أسباب حرمان العلم. ( عدد المشاهدات7619 )
14. والشجرة الملعونة في القرآن ( عدد المشاهدات7418 )

مواد مقترحة

128. موعظة

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف