×
العربية

نموذج طلب الفتوى

لم تنقل الارقام بشكل صحيح

المكتبة المقروءة / سؤالات / تحقيق حديث استجابة الدعاء في يوم الأربعاء

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:799

الحمد لله ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد.

فقد طلب مني أحد الإخوة تحقيق حديث استجابة الدعاء في يوم الأربعاء، فأحببت أن أجيب طلبه فكتبت تلك السطور راجيا من الله تعالى أن أكون موفقا للصواب، وأن يغفر لي ما كان من تقصير.

وبعد.

هذا الحديث يروى عن جابر بن عبد الله : أن النبي صلى الله عليه و سلم دعا في مسجد الفتح ثلاثا يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء فاستجيب له يوم الأربعاء بين الصلاتين فعرف البشر في وجهه.

 قال جابر فلم ينزل بي أمر مهم غليظ إلا توخيت تلك الساعة فأدعو فيها فأعرف الإجابة.

وفي لفظ سفيان بن حمزة : دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد ، مسجد الفتح ، يوم الاثنين ، ويوم الثلاثاء ، ويوم الأربعاء ، فاستجيب له بين الصلاتين ، من يوم الأربعاء.

وفي لفظ في" التمهيد":"دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الفتح وقال محمد بن المثنى في مسجد قباء ثلاثا يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء فاستجيب له يوم الأربعاء بين الصلاتين قال جابر فلم ينزل في أمر مهم إلا توخيت تلك الساعة فأدعو فيها فأعرف الإجابة".

التخريج:

هذا الحديث أخرجه :

 * أحمد في المسند" (3/323)،قال : حدثنا أبو عامر ، هو أبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي البصري،

* ومن طريق أبي عامر أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (19/200) قال: أخبرنا إبراهيم بن شاكر حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى حدثنا محمد بن أيوب ابن حبيب حدثنا أحمد بن عمرو البزار حدثنا محمد بن المثنى وعمرو بن علي ومحمد بن معمر قالوا حدثنا أبو عامر،

* والبخاري في "الأدب المفرد" (704)، قال حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال حدثنا سفيان بن حمزة،

* وابن سعد في "الطبقات" (2/73)، قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي البصري،

وابن الغطريف في جزء له ح(68)، قال حدثنا أبو خليفة حدثنا الرياشي حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد،

ومن طريقه أبو محمد عبد الغني المقدسي ح(47في "الترغيب في الدعاء".

* والبيهقي في "شعب الإيمان"(5/387 ) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني عبد الله بن محمد بن حمويه، حدثنا أبي، حدثنا أحمد بن حفص، حدثنا هشام بن الزبير الشيباني، حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد،

*** فرواه [ أبو عامر، وعبيد الله] من طريق كثير بن زيد، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن جابر بن عبد الله.

ورواه [سفيان بن حمزة، وعبد المجيد، ] من طريق كثير بن زيد، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن جابر بن عبد الله.

وهذا اختلاف في إسناده عن كثير بن زيد، فمرة يرويه عن عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن  مالك، ومرة يرويه عن عبد الرحمن بن كعب بدون واسطة.

وقد اختلف في متنه ،فمرة يقول: «دعا  في مسجد الفتح»، ومرة يقول «في مسجد قباء»

الحكم على الحديث:

هذا الحديث لا يبلغ درجة الصحة، فقد حسنه الهيثمي في "مجمع الزوائد" فقال:" رواه أحمد والبزار وغيرهما وإسناد أحمد جيد "، وكذلك حسنه الشيخ الألباني رحمه الله في "الترغيب"، وفي الأدب المفرد"، ولعل من حسن الحديث حسنه لتوثيق بعض النقاد لكثير بن زيد.

وإن كان الأقرب تضعيف الحديث لتفرد كثير بن زيد بروايته، وهو  كثير بن زيد الأسلمى السهمى ، أبو محمد ابن مافنه المدنى ، مولى بنى سهم من أسلم ، من كبار أتباع التابعين،

قال الإمام أحمد بن حنبل:" ما أرى به بأسًا"،  وقال يحيى بن معين :" ليس به بأس"، وقال مرة :"ليس بذاك"، وقال مرة :" ليس بشيء"،  وقال أبو زرعة : "صدوق فيه لين"، وقال أبو حاتم :"ليس بالقوي يكتب حديثه"، وقال النسائي:" ضعيف"، قال أبو جعفر الطبري : "وكثير بن زيد عندهم ممن لا يحتج بنقله"، وقال ابن حجر في "التهذيب ":" صدوق يخطئ".

فخلاصة القول في كثير بن زيد وإن وثقهُ البعض إلا أن الأغلب على تضعيفه وقد اختلف قول ابن معين فيه فتارة يُضعِّفه وتارة يوثقه وأعدل ما قيل فيه أنَّه (( صدوق يُخطئ )) كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله، ويؤكِّد ذلك اختلاف الرواة عليه في هذا الحديث في المتن والإسناد كما تقدم.

انظر "العلل ومعرفة الرجال"(1/352)، و"الكامل في الضعفاء"(6/67)، "الكاشف"(2/144)، "تهذيب التهذيب"(8/371).

هل يعمل بهذا الحديث أم لا؟

اختلف أهل العلم في حكم العمل بالحديث الضعيف، وهذه مسألة كنت قد أفردتها بالبحث من قبل، ولعل هذا الحديث يدخل فيها.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه: "اقتضاء الصراط "( 1 / 433):"وهذا الحديث يعمل به طائفة من أصحابنا وغيرهم فيتحرون الدعاء في هذا كما نقل عن جابر ولم يُنقل عن جابر رضي الله عنه  أنه تحرى الدعاء في المكان بل في الزمان".

وقال البيهقي في " شعب الإيمان : ( 2 / 46):" ويتحرى للدعاء الأوقات والأحوال والمواطن التي يرجى فها الإجابة تماما فأما الأوقات فمنها ما بين الظهر والعصر من يوم الأربعاء".

هذا  ما يسر الله الاطلاع عليه في عجالة، وإن كنت أرى أن الحديث يحتاج إلى مزيد بسط لكن الوقت لا يسعفني ، والحمد لله رب العالمين.

كتبه أخوكم

محمد بن صلاح الصيرفي

24 / 1 / 1434

الاكثر مشاهدة

2. وجعل بينكم مودة ورحمة ( عدد المشاهدات61438 )
7. لماذا تلبس المرأة الحجاب؟ ( عدد المشاهدات9322 )
8. لا تدفعوا عذاب الله بأيديكم ( عدد المشاهدات9238 )
9. أولاً: فضل طلب العلم. ( عدد المشاهدات9164 )
10. هل ذكر اللعب في القرآن بخير ؟ ( عدد المشاهدات8460 )
12. رابعاً: بعض أسباب حرمان العلم. ( عدد المشاهدات7619 )
14. والشجرة الملعونة في القرآن ( عدد المشاهدات7418 )

مواد مقترحة

128. موعظة

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف