بسم الله والحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله ، وعلى آله وصحبه .
أما بعد.
أذكر إن شاء الله تعالى في هذه السطور ملخص الخلاف في ثبوت لفظ " يوم الجمعة" في حديث أبي سعيد الخدري في قراءة سورة الكهف.
فإن حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه « من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق »
مداره على أبي هاشم عن أبي مِجْلَز عن قيس بن عُـبَاد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .
وقد رواه عن أبي هاشم ولم يذكروا لفظ " يوم الجمعة"، كلٌ من: شعبة بن الحجاج وسفيان الثوري .
أما رواية شعبة : فأخرجها النسائي في " السنن الكبرى" ( 6 / 236)
وأما رواية سفيان فأخرجها النسائي في " السنن الكبرى " ( 6 / 236 ) وعبد الرزاق في "المصنّف" ( 1 / 186 ) و ( 3 / 378 ) ونُعَيم بن حمّاد في "الفتن"(2/563)، ومن طريقه الحاكم في "المستدرك" ( 1 / 565).
ورواه ـ أيضاً ـ عن أبي هاشم وذكر " يوم الجمعة"،هُشَيْم بن بشير الواسطي، أخرجه الدارمي ( 2 / 911 ) وسعيد بن منصور ـ كما في تفسير ابن كثير (3/75).
والخطيب في "تاريخ بغداد" ( 4/134 ) من طريق هشيم عن أبي هاشم به .
وهشيم هذا وإن كان من الثقات الأثبات إلا أنه قد خالف شعبة وسفيان في أبي هاشم ، وهم أحفظ منه وأتقن .
وقال شيخنا عبد الله السعد حفظه الله وأطال عمره على طاعته، عندما سئل عن ثبوت لفظ "يوم الجمعة " في الحديث فقال :"جاء حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في استحباب قراءة سورة الكهف ، وحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وقع فيه اختلاف في أمرين:
الأول: في رفعه ووقفه ، والراجح هو الوقف، لكن مثل هذا ما يقال بالرأي فيكون له حكم الرفع.
الثاني: أنه وقع اختلاف ما بين هُشيم ، وما بين سفيان الثوري وشعبة .
ففي رواية هشيم عن حصين تقييد قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة، هذا في رواية هشيم عن حصين .
وأما رواية شعبة والثوري فلم يقيدا قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة وإنما «من قرأ سورة الكهف أضاء له نور ما بين الجمعتين»أو كما جاء في الحديث بدون أن يقيد ذلك بيوم الجمعة .
ورواية شعبة والثوري أرجح والله أعلم، وذلك لأنهما من كبار الحفاظ، ولاجتماعهما على هذه اللفظة ، مع أن هشيم من أثبت الناس في حصين، وهشيم بن بشير لا شك أنه حافظ ومن كبار الحفاظ وأثبت الناس في حصين بن عبد الرحمن السلمي، ولكن اجتماع شعبة والثوري مع جلالة قدرهما ومكانتهما في العلم والحفظ والإتقان فروايتهم أرجح .
لكن لو أن الإنسان قرأ سورة الكهف يوم الجمعة يكون عمل بكلا الروايتين برواية هشيم ورواية شعبة والثوري.
لأنه إن كانت رواية شعبة والثوري هي الأرجح فيكون أيضاً عمل باللفظ الذي رواه شعبة والثوري لأن رواية شعبة والثوري كما تقدم بدون أن يقيد هذا بيوم، فمن قرأ سورة الكهف ينطبق عليه الفضل الذي جاء في الحديث، وإن كانت رواية هشيم هي الراجحة يكون أيضاً قد عمل برواية هشيم فقرأها في يوم الجمعة" انتهى كلامه حفظه الله.
وعلى هذا فللمسلم أن يقرأ سورة الكهف في أي يوم من أيام الأسبوع، ولا يشترط التقيد بيوم الجمعة فقط.
بمعنى أن الإنسان إذا شُغل عن قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، فنقول له لا بأس أن تقرأها في أي يوم من أيام الأسبوع، وإن شاء الله تدرك الأجر .
والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.