الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد.
فهذا الكلام يروى عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من عشق فعف وكتم ثم مات مات شهيدا».
وهذا الحديث أخرجه أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" "5/156"، وابن الجوزي في "ذم الهوى" ص "327" وفي "العلل المتناهية" "2/771" رقم "1286- 1287" من طريق سويد بن سعيد، عن علي بن مسهر عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن بن عباس، فذكره.
وهو حديث موضوع.
وقد أنكره على سويد بن سعيد الأئمة قاله ابن عدي في "الكامل"، وكذا أنكره البيهقي وابن طاهر وقال ابن حبان في "المجروحين"(1/348):" من روى مثل هذا عن علي بن مسهر تجب مجانبة روايته".
قال ابن حجر في "التلخيص"(2/325) :"وسويد بن سعيد هذا وإن كان مسلم أخرج له في صحيحه فقد اعتذر مسلم عن ذلك، وقال إنه لم يأخذ عنه إلا ما كان عاليا وتوبع عليه ولأجل هذا أعرض عن مثل هذا الحديث.
وقال أبو حاتم الرازي :" صدوق وأكثر ما عيب عليه التدليس والعمى".
وقال الدارقطني:" كان لما كبر يقرأ عليه حديث فيه بعض النكارة فيجيزه".
وقال يحيى بن معين لما بلغه أنه روى أحاديث منكرة لقنها بعد عماه فتلقن: لو كان لي فرس ورمح لكنت أغزو سويد بن سعيد.
وقال الحاكم بعد أن رواه من حديث محمد بن داود بن علي الظاهري عن أبيه عن سويد: أنا أتعجب من هذا الحديث فإنه لم يحدث به غير سويد وهو وداود وابنه محمد ثقات انتهى.
وقد روي من غير حديث داود وابنه أخرجه ابن الجوزي من طريق محمد بن المرزبان عن أبي بكر الأزرق عن سويد وروى من غير حديث سويد فرواه ابن الجوزي في "العلل" من طريق يعقوب بن عيسى، عن بن أبي نجيح، عن مجاهد نحوه.
ويعقوب ضعفه أحمد بن حنبل.
ورواه الخطيب من طريق الزبير بن بكار عن عبد الملك بن الماجشون عن عبد العزيز بن أبي حازم عن بن أبي نجيح به .
وهذه الطريق غلط فيها بعض الرواة .
وقال الألباني :" موضوع"، في تعليقه على "ضعيف الجامع" (5697).
وخلاصة القول : أنه حديث موضوع لا يصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يصح عن ابن عباس أيضاً.
بارك الله فيكم.
كتبه أخوكم
محمد بن صلاح الصيرفي
18 / رجب 1433هـ