* اسمه ونسبه:
أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام الأنصاري، النجاري، الإمام، المفتي، المقرئ، المحدث، راوية الإسلام، أبو حمزة الأنصاري، الخزرجي، النجاري، المدني، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرابته من النساء، وتلميذه، وتبعه، وآخر أصحابه موتا.
قال البغوي: أمه أم سليم بنت ملحان ، وقال على ابن المديني: اسمها مليكة بنت ملحان ، وأمها الرميصاء.
قال أنس: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، و أنا ابن ثماني سنين، فذهبت بي أمي إليه، فقالت: يا رسول الله إن رجال الأنصار، و نساءهم قد أتحفوك غيري، و إني لم أجد ما أتحفك به إلا ابني هذا فاقبله مني، يخدمك ما بدا لك، وادع الله له، فقال صلى الله عليه وسلم:" اللهم أكثر ماله و ولده "، قال أنس : فوالله إن مالي لكثير، و إن ولدي، وولد ولدي يتعادون على نحو من مائة اليوم.
قال أنس: فخدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، لم يضربني ضربة، و لم يسبني، و لم يعبس في وجهي.
فصحب أنس نبيه صلى الله عليه وسلم أتم الصحبة، ولازمه أكمل الملازمة منذ هاجر، وإلى أن مات، وغزا معه غير مرة، وبايع تحت الشجرة.
* عبادته:
قال أبو هريرة: ما رأيت أحدا أشبه بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من ابن أم سليم -يعني: أنسا -.
وقال أنس بن سيرين: كان أنس بن مالك أحسن الناس صلاة في الحضر والسفر.
وروى: الأنصاري، عن أبيه، عن ثمامة، قال: كان أنس يصلي حتى تفطر قدماه دما، مما يطيل القيام رضي الله عنه.
* مواقف من حياته.
قال ثابت البناني: جاء قيم أرض أنس، فقال: عطشت أرضوك. فتردى أنس، ثم خرج إلى البرية، ثم صلى، ودعا، فثارت سحابة، وغشيت أرضه، ومطرت، حتى ملأت صهريجه، وذلك في الصيف، فأرسل بعض أهله، فقال: انظر أين بلغت؟
فإذا هي لم تعد أرضه إلا يسيرا.
* روايته:
روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم علما جما، وعن: أبي بكر، وعمر، وعثمان، ومعاذ، وأسيد بن الحضير، وأبي طلحة، وأمه أم سليم بنت ملحان، وخالته أم حرام، وزوجها عبادة بن الصامت، وأبي ذر، ومالك بن صعصعة، وأبي هريرة، وفاطمة النبوية، وعدة.
* وفاته:
عن موسى السنبلاني قال : أتيت أنس بن مالك ، فقلت : أنت آخر من بقي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال قد بقي قوم من الأعراب، فأما من أصحابه ، فأنا آخر من بقي.
و قال محمد بن عبد الله الأنصاري : مات أنس ، و هو ابن مئة و سبع سنين.
و قال في موضع آخر : اختلف علينا مشيختنا في سن أنس ، فقال: بعضهم: بلغ مائة وثلاث سنين، و قال بعضهم : بلغ مائة وسبعا .
وقال أحمد بن حنبل، عن يحيى بن سعيد القطان: مات سنة إحدى أو اثنتين و تسعين.
روى البخاري في"التاريخ الكبير" بإسناده إلى قتادة قال: لما مات أنس بن مالك ، قال مورق : ذهب اليوم نصف العلم. قيل : كيف ذاك يا أبا المعتمر؟ قال : كان الرجل من أهل الأهواء، إذا خالفنا في الحديث ، قلنا: تعال إلى من سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم.