الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله واصحابه أجمعين.
أما بعد.
فإن المتأمل لكتاب الله جل وعلا، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم يقف على عجائب من كذب الكافرين، وفجور الفاسقين، فبعد أن كذبوا دعوة الرسل واتهموهم بالجنون وبالسحر والافتراء والضلال، ينكرون أن جاءهم رسل من قبل، وأنهم مساكين ولم يؤمروا بعبادة الله ، فتأمل معي هذه الآيات حيث قال الله تعالى:{لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم (59) قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين}.
وقال تعالى عن قوم نوح {فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ولو شاء الله لأنزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين (24) إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين}.
وفي "صحيح البخاري " عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« يجاء بنوح يوم القيامة فيقال له هل بلغت فيقول نعم يا رب فتسأل أمته هل بلغكم فيقولون ما جاءنا من نذير».
إذا لم يأتكم من نذير، فمن الذي وصفتوه من قبل بأنه في ضلال مبين، وأنه بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم، وأنه رجل مجنون!!
هكذا الكفار في كل زمان، يتهمون ويشنعون ويفترون وإذا جاء الحساب أنكروا أنهم رأوا من اتهموه واعتدوا عليه بالقول وبالفعل، فإلى الله المشتكى.
كتبه أخوكم
محمد بن صلاح الصيرفي
18 رمضان 1437هـ