×
العربية

نموذج طلب الفتوى

لم تنقل الارقام بشكل صحيح

المكتبة المقروءة / مقالات / العلاقة بين كيد النساء وكيد الشيطان

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:821

الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
أما بعد.
فكثير من الناس يخطئ في فهم هاتين الآيتين، وهما قوله تعالى:{إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم} يوسف:28.
وقوله تعالى :{ إن كيد الشيطان كان ضعيفا} سورة النساء:76.
فرأيت الكثير يجمع بين الآيتين من أجل أن يثبت أن كيد النساء أقوى من كيد الشيطان، وهذا أمر لا يصح لكل من تدبره، وعقل موضوع الآيتين ، ووقف على السياق بتمامه.
ففي الآية الأولى وهو قوله {إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم}.
جاءت هذه الآية في معرض قصة مراودة امرأة العزيز ليوسف عليه السلام، حيث قال تعالى على لسان يوسف:{قال هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين (26) وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين (27) فلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم}.
قال الماوردي :" وفي الكيد وجهان :
أحدهما : يعني به كذبها عليه.
الثاني : أنه أراد السوء الذي دعته إليه.
وفي قائل ذلك قولان – أي لفظ – "إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم - :
أحدهما : أنه الزوج ، قاله محمد بن إسحاق .
الثاني : أنه الشاهد ، حكاه علي بن عيسى .
فظهر من سياق الآية : أن الله تعالى ذكر هذه الجملة في سياق الآيات نقلاً إما عن الزوج، وإما عن الشاهد، فليس هذا إقرار من الله تعالى على أن كيد النساء عظيم ، ولكنه حكاية قول أحد الرجلين.
في الآية الثانية : قول الله تعالى:{إن كيد الشيطان كان ضعيفاً}.
لو نظرنا إلى سياق الآية وهو قوله تعالى{ الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}.
قال الطبري في "تفسيره" :" {إن كيد الشيطان كان ضعيفا} يعني بكيده : ما كاد به المؤمنين من تحزيبه أولياءه من الكفار بالله على رسوله وأوليائه أهل الإيمان به .
يقول : فلا تهابوا أولياء الشيطان , فإنما هم حزبه وأنصاره, وحزب الشيطان أهل وهن وضعف؛ وإنما وصفهم جل ثناؤه بالضعف , لأنهم لا يقاتلون رجاء ثواب , ولا يتركون القتال خوف عقاب, وإنما يقاتلون حمية أو حسدا للمؤمنين على ما آتاهم الله من فضله , والمؤمنون يقاتل من قاتل منهم رجاء العظيم من ثواب الله, ويترك القتال إن تركه على خوف من وعيد الله في تركه , فهو يقاتل على بصيرة بما له عند الله إن قتل , وبما له من الغنيمة والظفر إن سلم؛ والكافر يقاتل على حذر من القتل, وإياس من معاد , فهو ذو ضعف وخوف"اهـ.
وقال البغوي :" { إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ } مَكْرَهُ، { كَانَ ضَعِيفًا } كما فعل يوم بدر لمّا رأى الملائكة خاف أن يأخذوه فهرب وخذلهم.
قال ابن سعدي :"والكيد: سلوك الطرق الخفية في ضرر العدو، فالشيطان وإن بلغ مَكْرُهُ مهما بلغ فإنه في غاية الضعف، الذي لا يقوم لأدنى شيء من الحق ولا لكيد الله لعباده المؤمنين.
فيتضح من مجموع هذه التفاسير أن كيد الشيطان، وأعوانه، بالنسبة إلى الملائكة والمؤمنين ضعيف جدا، وهذا شهادة من الله تعالى؛ وبهذا العرض يتبين أنه لا علاقة بين الآيتين، وأن من جمع بينهما ليعظم كيد النساء فقد خالف الصواب.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

الاكثر مشاهدة

2. وجعل بينكم مودة ورحمة ( عدد المشاهدات61438 )
7. لماذا تلبس المرأة الحجاب؟ ( عدد المشاهدات9322 )
8. لا تدفعوا عذاب الله بأيديكم ( عدد المشاهدات9238 )
9. أولاً: فضل طلب العلم. ( عدد المشاهدات9164 )
10. هل ذكر اللعب في القرآن بخير ؟ ( عدد المشاهدات8460 )
12. رابعاً: بعض أسباب حرمان العلم. ( عدد المشاهدات7619 )
14. والشجرة الملعونة في القرآن ( عدد المشاهدات7418 )

مواد مقترحة

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف