الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
أما بعد.
كثيرا ما نسمع أن الإيمان يحفظ العبد في زمن الفتن، وما أكثر هذه الفتن في تلك الأيام، فما هو الإيمان الذي تتحقق به العصمة ، وتحصل به النجاة من الشبهات والشهوات، ويجد العبد به التأييد من رب السماوات، إنه الإيمان الذي يثمر العمل وصلاح السلوك، لا مجرد معلومات جامدة يحفظها الصدر والسطر، نعم إنه الإيمان الذي يثمر العمل، إنه الإيمان الذي يتعلمه الإنسان ويؤمن به ليقوى عمله وتكثر طاعته، ويلجأ به قلبه إلى الله تعالى، فإن الله جل وتعالى قد أخبر في غير ما آية من القرآن أن الإيمان الذي تكون به النجاة إيمان بعمل قال تعالى :{ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا}.
فبيّن أن النجاة بالإيمان الذي يقترن به العمل .
وقال : { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.
فتأمل أوصاف تحقق الوعد :الإيمان ( عدم الشرك ) ، والعمل الصالح ( العبادة ).
وقال تعالى : { والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}.
قال الشافعي رحمه الله :" لو لم ينزل الله تعالى على الناس غير هذه السورة لكانت حجة كافية عليهم".
أي في بيان أهمية الإيمان مقرونا بعمل صالح.
وفقنا الله جميعا للعمل الصالح وتقبل منا ومنكم .
والحمد لله رب العالمين.