اعلم أن المقصود بالصلاة إنما هو تعظيم المعبود وهو الله جل وعلا، وتعظيمه لا يكون إلا بحضور القلب.
وقد كان السلف رحمهم الله فيهم من يتغير لونه إذا حضرت الصلاة، ويقول :" أترون بين يدي من أريد أن أقف".
فإذا أردت استجلاب حضور قلبك الغائب في أودية الدنيا ففرغه من الشواغل كلها مهما استطعت.
واعلم أن إضاعة الصلاة أعظم من إضاعة خزائن الأموال والضيعات وجميع أمتعة الدنيا.
وقد كان السلف أرباب التفكر يشاهدون في كل شيء عبرة.
فيذكرون بالأذان : نداء العرض على الجبار.
وبطهارة البدن: تطهير القلب من الكبر والحسد والغل والحقد والرياء والظن السيء.
ويذكرون بستر العورة: ستر القبائح من عيوب الباطن.
وباستقبال القبلة : صرف القلب إلى مقلب القلوب، سبحانه وتعالى،
فمن لم تكن له صلاة كذلك فهو غافل.
أعاذنا الله وإياكم من الغفلة.
وبارك في الجميع، وعلمنا ما ينفعنا.