عن عبد الله بن زيد المازني ، رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :« ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة». هذا الحديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وقد ذكر العلماء في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم :« ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة»، ثلاثة أوجه:
الوجه الأول : أن هذا المكان يشبه روضات الجنات في حصول السعادة والطمأنينة لمن يجلس فيه .
الوجه الثاني : أن العبادة في هذا المكان سبب لدخول الجنة . اختاره ابن حزم في "المحلى" (7/284) ، ونقل ابن تيمية عن الإمام أحمد أنه يختار الصلاة في الروضة .
الوجه الثالث : أن البقعة التي بين المنبر وبيت النبي صلى الله عليه وسلم ستكون بذاتها في الآخرة روضة من رياض الجنة .
يقول القاضي عياض رحمه الله :" قوله ( روضة من رياض الجنة ) يحتمل معنيين :
أحدهما : أنه موجب لذلك ، وأن الدعاء والصلاة فيه يستحق ذلك من الثواب ، كما قيل : الجنة تحت ظلال السيوف.
والثاني : أن تلك البقعة قد ينقلها الله فتكون في الجنة بعينها . قاله الداوودي " انتهى.
الشفا" (2/92) .
رزقنا الله وإياكم الجنة وما قرب إليها من قول وعمل.