مما يتأكد على العبد من الأذكار الإكثار من الاستغفار فإن فضائله كثيرة ، وبركاته غزيرة ، وقد أمر الله به في كتابه في قوله تعالى : {واستغفروا الله إن الله غفور رحيم} وأثنى على قوم بقوله : {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم} وقرن - تعالى - الاستغفار ببقاء الرسول في قوله : {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون} ولذا قال أبو موسى رضي الله عنه "كان لنا أمانان ذهب أحدهما ، وبقي الآخر " رواه الإمام أحمد.
قال الإمام المحقق ابن القيم :"الاستغفار الذي يمنع العذاب هو الاستغفار بالإقلاع عن كل ذنب ، وأما من أصر على الذنب وطلب من الله المغفرة فاستغفاره لا يمنع العذاب ; لأن المغفرة هي محو الذنب وإزالة أثره ووقاية شره ، لا كما ظنه بعض الناس أنها الستر ، فإن الله - تعالى - يستر على من يغفر له ومن لا يغفر له ، فحقيقتها وقاية شر الذنب ، ومنه المغفر لما يقي الرأس من الأذى، والستر لازم لهذا المعنى . وإلا فالعمامة لا تسمى مغفرا ولا القبعة ونحوه مع ستره انتهى .
وروى الإمام أحمد وأبو داود والحاكم وقال صحيح الإسناد عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا {من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ، ومن كل هم فرجا ، ورزقه من حيث لا يحتسب} .
أستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب وخطيئة.