هذه الصورة لجزء من جبال تهامة، التي ورد ذكرها في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، الذي أخرجه الإمام أحمد وغيره من حديث ثوبان.
هذا الحديث الذي تشيب منه رؤوس العقلاء، وتخاف منه قلوب المتقين.
هذا الحديث الذي نعوذ بالله أن نكون من أصحابه.
هذا الحديث الذي قد يحكي حال كثير منا إلا من سلمه الله - أسأل الله أن يجعلنا جميعاً ممن سلَّم.
هذا الحديث، تدبره وتأمله، وادعو الله أن لا يجعلك من أهله.
هذا الحديث اجتهد في أن لا تغفل عنه لحظة من ليل أو نهار.
هذا الحديث سيكون سببا لعدم اغترارك بحسناتك، أو أن لك حسنات يمكنك أن تنجو بها من النار.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا ، فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا ))، قال ثوبان : يا رسول الله ، صفهم لنا ، جلهم لنا أن لا نكون منهم ، ونحن لا نعلم ، قال صلى الله عليه وسلم: ((أما إنهم إخوانكم، ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها)).
قوله صلى الله عليه وسلم ((فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا)) أي كأنها لم تكن، ضاعت عليه الحسنات، ضاع اجتهاده في تحصيلها، ضاع عليه قراءته للقرآن، ضاع عليه كل عمل صالح أراد به النجاة يوم القيامة.
وقوله صلى الله عليه وسلم ((ويأخذون من الليل كما تأخذون)) أي يصلون قيام الليل، لم يقتصروا فقط على الفرائض، بل اجتهدوا في الصلاة حتى أنهم يقيمون الليل، قيام يشبه قيام الصحابة، لقوله صلى الله عليه وسلم ((كما تأخذون)).
فما الذي أضاع عليهم هذه الحسنات، وما الذي جعلهم في هذا الخسار؟
يقول صلى الله عليه وسلم محذراً لنا، وناصحاً، ((ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها))، اللهم سلم سلم.
احذر أن تخلو بمحارم الله فتقع فيها.
احذر الخلوات فإن أغلبها لا يأتي بخير.
احذر الاطلاع على الفيديوهات المشبوهة التي يظهر فيها النساء عرايا.
احذر الاطلاع على صور النساء، فإن فيها كل فتنة.
اللهم احفظنا من بين أيدينا ، ومن خلفنا، وعن أيماننا، وعن شمائلنا، ومن فوقنا، ومن تحتنا.
اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين فنضل أو نهلك.
ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنو ربنا إنك رؤوف رحيم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه أخوكم
محمد بن صلاح الصيرفي
5 شعبان 1433هـ