الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد.
فإن النفقة في سبيل الله تعالى من أعظم أبواب البر، ومن علامات صدق الإيمان، ومن أفضل الأعمال وأحبها إلى الله تعالى، والصدقة ترفع صاحبها حتى توصله إلى أعلى المنازل في الجنة، وتدفع عن صاحبها المصائب والبلايا في الدنيا، وتطفئ الخطايا، وتكفر الذنوب والسيئات، وترفع الدرجات، ومن أسباب زيادة المال والبركة في الرزق، والصدقة وقاية من عذاب الله يوم القيامة، وقد جاءت الآيات القرآنية، و الأحاديث النبوية تدل على جميع هذه الفضائل، ومنها:
قول الله تعالى: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ البقرة: 261، 262 .
وقول الله تعالى: ﴿ آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾ الحديد: 7 .
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من يوم يصبح العباد فيه، إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعْطِ منفقًا خَلَفًا، ويقول الآخر: اللهم أعْطِ ممسكًا تَلَفًا))؛ البخاري، حديث 1442، مسلم، حديث 1010 .
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله: أنْفِقْ يا بن آدم، أُنْفِقْ عليك))؛ البخاري، حديث 5352، مسلم، حديث 993 .
وأخرج أحمد والترمذي من حديث كبشة الأنباري رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول :«إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل» أحمد(4/231)، والترمذي(2495)
وأخرج أحمد والترمذي من حديث كعب بن عجرة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم «والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار».
وفي الصحيحين من حديث عدي بن حاتم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم « اتقوا النار ولو بشق تمرة » صحيح البخاري(1417)، ومسلم(1016) .
و أخرج الترمذي والنسائي صححه الشيخ الألباني رحمه الله من حديث خريم بن فاتك قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : «من أنفق نفقة في سبيل الله كتبت له بسبعمائة ضعف». قال الحافظ ابن حجر رحمه الله معلقا على هذا الحديث فتح الباري(6/49)  : وهو موافق لقوله تعالى ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾. سورة البقرة:261 .
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لطاعته، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.