×
العربية

نموذج طلب الفتوى

لم تنقل الارقام بشكل صحيح

المكتبة المقروءة / سؤالات / حكم رقية المسلم للكافر

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:305

لا خلاف بين الفقهاء في جواز رقية المسلم للكافر، لما في "صحيح البخاري: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم فلدغ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء فقال بعضهم لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعله أن يكون عند بعضهم شيء فأتوهم فقالوا يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحد منكم من شيء؟ فقال بعضهم: نعم والله إني لأرقي ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلا فصالحوهم على قطيع من الغنم فانطلق يتفل عليه ويقرأ {الحمد لله رب العالمين} فكأنما نشط من عقال فانطلق يمشي وما به قلبة، قال فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه، فقال بعضهم اقسموا فقال الذي رقى لا تفعلوا حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له فقال وما يدريك أنها رقية ، ثم قال ((قد أصبتم اقسموا واضربوا لي معكم سهما فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم)).
* ووجه الاستدلال في هذا الحديث أن الحي - الذي نزلوا عليهم فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم - كانوا كفارا ، ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك عليه.
وفي الحديث جواز الرقية بكتاب الله , ويلتحق به ما كان بالذكر والدعاء المأثور , وكذا غير المأثور مما لا يخالف ما في المأثور.
وقد سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عن رقية المسلم للكافر فأجاب بقوله :" لا بأس أن يرقيه، مثل ما يعطيه الدواء، إذا كان مستأمنًا له عهده. أما الحربي لا، أما إذا كان مستأمنًا معاهدًا لا بأس، يرقيه أو يداويه، أو يساعده بشيء من المال لا بأس إذا كان فقيرًا".
وأما ما ورد في كتاب الله تعالى من قول الحق جل وعلا :{ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا }.
وقوله تعالى:{ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} 
فالمقصود بالشفاء الذي جاء به القرآن نوعان :
الأول : شفاء القلب من أمراض الشهوات والشبهات ، فهذا الذي لا ينتفع به الكافر المصر على كفره، لقول الله تعالى :{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}، أي: من الشبه والشكوك، وهو إزالة ما فيها من رجس ودنس، كما ذكره ابن كثير رحمه الله في التفسير.
النوع الثاني: وهو شفاء البدن بأدوية القرآن، ورقيته؛ فهذا ينتفع به المسلم والكافر، بدليل حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في رقيته للديغ.
ولا شك أن انتفاع المؤمن بالقرآن وما فيه من هدى وشفاء أكمل من انتفاع الكافر . والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

المادة السابقة

الاكثر مشاهدة

2. وجعل بينكم مودة ورحمة ( عدد المشاهدات61782 )
7. لماذا تلبس المرأة الحجاب؟ ( عدد المشاهدات9634 )
8. لا تدفعوا عذاب الله بأيديكم ( عدد المشاهدات9489 )
9. أولاً: فضل طلب العلم. ( عدد المشاهدات9462 )
10. هل ذكر اللعب في القرآن بخير ؟ ( عدد المشاهدات8832 )
12. رابعاً: بعض أسباب حرمان العلم. ( عدد المشاهدات7969 )
13. والشجرة الملعونة في القرآن ( عدد المشاهدات7779 )

مواد مقترحة

128. موعظة

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف