قال ابن جَماعة:" يبتدئ – طالب العلم- أولاً بكتاب الله العزيز فيتقنه حفظاً، ويجتهد على إتقان تفسيره، وسائر علومه، فإنه أصل العلوم وأمها وأهمها.
ثم يحفظ من كل فن مختصراً يجمع فيه بين طرفيه، من الحديث وعلومه،...، والنحو، والتصريف؛ ولا يشتغل بذلك كله عن دراسة القرآن، وتعهده، وملازمة ورده منه، في كل يوم أو أيام أو جمعة، كما تقدم، وليحذر من نسيانه بعد حفظه، فقد ورد فيه أحاديث تزجر عنه، ويشتغل بشرح تلك المحفوظات على المشايخ .
وليحذر من الاعتماد في ذلك على الكتب أبداً، بل يعتمد في كل فن من هو أحسن تعليماً له، وأكثر تحقيقاً فيه، وتحصيلاً منه، وأخبرهم بالكتاب الذي قرأه , وذلك بعد مراعاة الصفات المقدمة من الدين، والصلاح، والشفقة ... وغيرها ( انظر تذكرة السامع والمتكلم).
قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله:" لابد من التأصيل والتأسيس لكل فنِّ تطلبه، بضبط أصله ومختصره على شيخ متقن، لا بالتحصيل الذَّاتي وحده، وآخذاً الطَّلب بالتدرُّج".
ثم قال:" فأمامك أمور لابد من مراعاتِها في كلِّ فنٍّ تطلبه:
1- حفظ مختصر فيه.
2-ضبطه على شيخ متقن.
3-عدم الاشتغال بالمطولات وتفاريق المصنَّفات قبل الضبط والإتقان لأصله.
4-لا تنتقل من مختصر إلى آخر بلا موجبٍ، فهذا من باب الضَّجر.
5-اقتناص الفوائد والضوابط العلمية.
6-جمع النَّفَس للطلب والترقَّي فيه، والاهتمام والتحرُّق للتحصيل والبلوغ إلى ما فوقه حتى تفيض إلى المطوَّلات بسابلةٍ مُوثقةٍ. انظر حلية طالب العلم