الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد.
ففي "صحيح الإمام البخاري" رحمه الله، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر ، يفر بدينه من الفتن».
هذا الحديث فيه فضيلة العزلة لمن خاف على دينه، فإن لم يكن خائفا على دينه فالجمهور على أن الاختلاط أولى لاكتساب الفضائل الدينية وشهود صلاة الجمعة والجماعات وغيرها كإعانة المسلم، وإغاثة الملهوف، وعيادة المريض.
وقال جماعة من العلماء: العزلة أفضل لتحقق السلامة بشرط معرفة ما يتعين على الإنسان في دينه فيعبد الله على علم ونور وهداية.
واختار الإمام النووي رحمه الله أن الأفضل الخلطة بالناس لمن لا يغلب على ظنه الوقوع في المعصية، فإن أشكل الأمر وخشي على نفسه الوقوع في الفتن فالعزلة أفضل في حقه.
وعلى هذا فإن اعتزال الناس زمن الفتن يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.