الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد.
فمسكين الإنسان، إذا كره شخصا أهدى إليه أعز ما يملك، وهو لا يشعر، ولا يحب هذا مطلقاً ، لأنه سوف يعود عليه بالنقص ،عجيب هذا!
في "صحيح مسلم " من حديث أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «أتدرون ما المفلس»، قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع.،فقال « إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا،وقذف هذا، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار ».
رأيت كيف هو مسكين، مفلس ، أضاع صالح عمله، في شخص من المتوقع أنه يكرهه ولا يحب له الخير .
لذلك قيل لبعض السلف : إن فلان يغتابك، فأخذ تمرا وأهداه له، فسئل عن ذلك، فقال : أهدى إلي حسناته، فأحببت أن أهدي إليه .
وقيل لآخر : إنك اغتبتني، فقال له : أمجنون أنا حتى أحكمك في حسناتي.
وقال آخر : لو كنت مغتابا لأحد، لاغتبت والدي ، فقيل له لماذا ؟ فقال : لأن من اغتابه يهدى إليه حسناتي، وأحق الناس بحسناتي والدي.
فانظر يا عبد الله إلى من تهدي حسناتك
والغيبة : هي ذكرك أخاك بما يكره، فإن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته،
وقال رجل للشافعي : إن فلان يذكرك بسوء. فقال له الشافعي : إن كنت صادقاً فأنت نمام، وإن كنت كاذباً فأنت فاسق، فاستحى الرجل، ولم يعقب.
فترى الشافعي اختصر نقل الكلام السيئ عن الناس بأن صاحبه إما نمام ، وإما فاسق .
فيا من تذكر الناس بسوء وتنقل عنهم، اختر لنفسك واحدة منهما ( فاسق أو نمام)
والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.
بارك الله فيكم.
كتبه أخوكم
محمد بن صلاح الصيرفي
10 شعبان 1433هـ