الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله، وعلى آله وصحبه .
أما بعد.
فهذه بعض الصفات التي اطلعت عليها اليوم في التفريق بين العاقل والجاهل، فاستحسنت معناها، وأحببت أن يستفيد منها كل من يتابع ما أكتبه، والله أسأل أن يجعلنا جميعاً ممن إذا دعي إلى الخير بادر، وإذا نهي عن الشر انتهى.
فصفة العاقل:
أن يحلم عمن جهل عليه، ويتجاوز عمن ظلمه، ويتواضع لمن هو دونه، ويسابق من هو فوقه في طلب البر، و إذا أراد أن يتكلم فكر، فإذا كان خيرًا تكلم فغنم، وإن كان شرّاً سكت فسلم، وإذا عرضت له فتنة استعصم باللّه- تبارك وتعالى- وأمسك يده ولسانه، وإذا رأى فضيلة انتهزها، لا يفارقه الحياء، ولا يبدو منه الحرص، فتلك عشر خصال يعرف بها العاقل.
وصفة الجاهل:
أن يظلم من يخالطه، ويعتدي على من هو دونه، ويتطاول على من فوقه، كلامه بغير تدبير، فإن تكلم أثم، وإن سكت سها، وإن عرضت له فتنة سارع إليها فأردته، وإن رأى فضيلة أعرض عنها وأبطأ عنها، لا يخاف ذنوبه القديمة، ولا يرتدع فيما بقي من عمره عن الذنوب، يتوانى عن البر ويبطىء عنه غير مكترث لما فاته من ذلك أو صنعه، فتلك عشر خصال من صفة الجاهل الذي حرم العقل.
كتبه أخوكم
محمد بن صلاح الصيرفي
13 رجب 1433هـ