الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد.
فالاعتكاف: هو لزوم المسجد بنية العبادة، ومن أركان الاعتكاف عند جمهور العلماء المكث في المسجد، لقول الله تعالى {ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد}، والاعتكاف سنة ما لم يوجبه المسلم على نفسه بالنذر ، كأن يقول "لله علي إن شفى مريضي أن أعتكف يوما"، فهذا يجب عليه اعتكاف اليوم إن شفى الله مريضة.
وجواز الاعتكاف في مسجد البيت هو قول لبعض المالكية، ولعل العمل بهذا القول في ظل هذه الظروف من بقاء الناس في بيوتهم، والتزام الحجر الصحي ، أفضل من ترك الاعتكاف كليا، مع ضرورة مراعاة أن يكون ذلك في مسجد البيت، وليس في كل البيت، و أن يلتزم المعتكف مسجد بيته، لا يخرج منه إلا لضرورة، كقضاء الحاجة ونحوها، وأن ينشغل المعتكف بعبادات الاعتكاف في مسجد بيته، من الصلاة والذكر وقراءة القرآن ليتحقق بذلك مقصود الاعتكاف.
وليعلم أن هذا الاختيار مبني على مراعاة الظروف التي يعيشها الناس، فإن زال العذر؛ عاد الحكم إلى أصله، وهو اشتراط المسجد للاعتكاف، ويبقى الاعتكاف في مسجد البيت للمرأة فقط، على ما ذهب إليه الحنفية والشافعي في القديم. . والله أعلم.