الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه.
أما بعد.
فإن القرآن هو المتعبد بتلاوته، مجرد أن تفتح المصحف وتقرأ تؤجر على ذلك، كل حرف عشر حسنات، لقول النبي صلى الله عليه وسلم ((من قرأ القرآن، فله بكل حرف عشر حسنات، لا أقول: ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)) يعني ألف لام ميم فيها ثلاثون حسنة، والختمة الكاملة كما هو معروف فيها ثلاثة ملايين حسنة، ولا يترك قراءة القرآن إلا محروم، محروم بيِّن الحرمان، يعني إذا شغلنا بالصحف والمجلات والقنوات والتحليلات ، وهذا الغالب في كثير منا - هدانا الله لكل خير - هذا وبال على الإنسان، يعني إذا رأيت الإنسان يتتبع هذه الأمور، وهو يغفل عما خلق من أجله، اعرف أنه محروم مفلس.
محروم: لأنه أضاع على نفسه الحسنات الكثيرة التي قدرها النبي صلى الله عليه وسلم بعشر حسنات على الحرف الواحد.
فالذي يتصفح الأخبار والمجلات، والتعليقات والحوارات كم حرفاً يقرأ في ساعته أو في يومه.
قد يصل الحال إلى آلاف الأحرف في اليوم.
فلو جعل المسلم العاقل هذه الأحرف في كتاب الله، كم يكون ربحه، وفوزه ومكسبه؟ عظيم جدا لأن الحرف بعشر حسنات.
إذا من أضاع وقته في قراءة ما لا نفع تحته، ولا فائدة فيه مقارنة بكلام الله تعالى فهو الخاسر المحروم المفلس بحق.
فعلينا جميعاً أن نعتني بكتاب الله جل وعلا نتدارس القرآن نتدبره، نحفظ القرآن وهذا من أهم المهمات.
ونعتني بالقرآن قراءة بعد الحفظ بتدبر وترتيل، وقراءة القرآن على الوجه المأمور به، كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:" تعطي القلب من اليقين والإيمان والطمأنينة ما لا يدركه إلا من فعله".
هدانا الله وإياكم لكل خير وبر.
اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك من عبادك، يا رب العالمين.
اللهم لا تجعلنا فريسة للشيطان يلهينا عما فيه خير لنا في ديننا ودنيانا.
اللهم إنا نعوذ من أن نزل أو نضل أو نظلم أو نُظلم أو نَجهل أو يجهل علينا.
وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد، وعلى آله وصحبه.
والحمد لله رب العالمين.
كتبه أخوكم
محمد بن صلاح الصيرفي
18 جمادى الآخر 1433هـ